جمال الصحراء
في بدية تتنوع صور الجمال الخلاب في الواحات وفي ربوع صحراء رمال الشرقية المترامية الأطراف التي تحيط بها وتمتد إلى ما يقارب ألف كيلو متر ويعمل الأهالي والمخيمات المتخصصة بتفعيل النشاط السياحي على تنظيم برامج تعريفية لاكتشاف جمال الطبيعة البكر وما تحتويه من مقومات طبيعية وتراثية فريدة ونادرة ومن أبرز هذه البرامج توفير فرصة مشاهدة غروب الشمس بين أحضان الرمال الذهبية الناعمة التي تبدأ بتنظيم رحلة صعود الهواة وعشاق الصحراء إلى التلال الرملية العالية لمشاهدة منظر غروب الشمس أو شروقها وسط الرمال الذهبية وتصوير لوحة فنية لمناظر الغروب والشروق في منظر بديع وفي أجواء نقية يسودها الهدوء والراحة والاستجمام وتتنوع برامج الجولات الصحراوية بين ركوب الجمال والتجوال في رحلات مغامرة وركوب سيارات الدفع الرباعي وصعود التلال الرملية العالية والتي تتضمن أنشطة مليئة بالإثارة والتشويق والتحدي وامتلاك مهارات رباطة الجأش لدى المغامرين من أبناء الولاية والزوار والسياح الأجانب حيث تقام أسبوعيا خلال الفترة المقبلة مسابقات تحدي الرمال وسط حضور واسع من عشاق هذه الرياضات الصحراوية.
حياة البادية
ويعشق زوار الواحات الرملية في بدية مختلف أنماط الحياة لدى أبناء البادية حتى أصبحت هذه البرامج الجاذبة إحدى المحطات الرئيسية المقدمة للزوار ويقوم الزائر لبديه بحجز يوم للمبيت مع الأسر البدوية من أجل معايشة حياة الصحراء وتوثيق تفاصيلها الجميلة وتحظى هذه الفرصة باهتمام كبير من الزوار الأجانب بشكل خاص وتبدأ تفاصيل هذا البرنامج من خلال زيارة الأسر البدوية ومعايشة نمط حياتها في هذه البيئة الجميلة وتستقبل الأسر البدوية زوارها كالعادة بالترحاب وتقدم القهوة العمانية مع حبات التمر والحليب الطازج من الأغنام ويتناول الزوار وجبات محلية يتم إعدادها خصيصا خلال الزيارة ثم النوم في الهواء الطلق بعيدا عن أضواء المدينة وصخبها ويشعر السائح بالأمن والأمان وبالترحاب ويتضمن برنامج الزيارة حفلات السمر والأمسيات الاجتماعية فوق كثبان الرمال وتحت أضواء القمر والنجوم وتناول أكلات عمانية تعد طازجة باستخدام مواد طبيعية بمذاق خاص يستخدمها السكان.
برامج متنوعة
إبراز مقومات السلطنة وما تتميز به من طبيعة خلابة موروثات في التراث والأصالة بدأ التفكير في استثمارها مؤخرا من قبل الشباب وخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ممن يهتمون بتفعيل الجانب السياحي ويسعى عدد من أبناء بدية في استغلال هذه المقومات من أجل إنجاح مشاريعهم ويعمل عدد من الشباب في المخيمات على تنظيم رحلات استكشاف وتجوال بالسيارات ذات الدفع الرباعي تتضمن زيارة الواحات الزراعية ومشاهدة أشجار النخيل والأفلاج والقلاع والحصون الأثرية والبيوت القديمة المتاخمة للتلال الرملية الناعمة ويقوم آخرون بتقديم خدمات الإرشاد السياحي عن طريق توفير مرشدين سياحيين من أبناء البادية ممن يعرفون طرق القوافل القديمة والأماكن السياحية التي تشتهر بها السلطنة بشكل عام ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية بشكل خاص إلى جانب إقامة عروض تراثية متنوعة تبرز فنون وعادات البادية وأنشطة البدو ويقوم الشباب من أبناء الولاية بتنظيم برامج مخصصة لاستقبال السياح وزيارة الأسر البدوية والتعرف على نمط الحياة اليومية لأبناء البادية إذ تقوم المرافق السياحية بتنظيم ملتقيات تراثية لأبناء المنطقة لعرض منتجاتهم الحرفية وتسويق منتجاتهم الحرفية التي تباع للسياح مباشرة كتذكارات تحكي للزائر والمقيم مفردات التراث والأصالة العمانية وارتباط البدوي بأرضة ومهنته التقليدية بهدف تشجيع القائمين على إنتاج المشغولات والحرف التقليدية التي تصنع من صوف الغـــنم والجمال وتشمل البرامج كـــذلك فقرات إحياء الفنون التقليدية والعروض التراثية الجميلة.
موروثات أصيلة
أهم ما يميز أهالي بدية اهتمامهم المتواصل وحرصهم على إحياء العديد من الموروثات التي لا زالت متواصلة عبر الأجيال وتشكل سباقات الخيل والجمال والفنون التقليدية أبرز الملامح التراثية التي تزين جمال البيئة الصحراوية ويجد الزوار والسياح فرصة سانحة للتعرف على عدد من الموروثات القديمة في بدية التي لا تزال تمارس إلى يومنا هذا ويشاهد زوار الواحات على الطبيعة سباقات شيقة من عرضة الهجن العربية الأصيلة والخيل والاستمتاع بالأصوات الشجية لفنون همبل البوش والتغرود والطارق وفن الونه وهي فنون متوارثة تقام سنويا بالقرب من الواحات والتلال الرملية ضمن مهرجانات متنوعة مثل مهرجان الخيل والهجن والفنون وملتقى بدية السياحي وغيرها من الأنشطة والفعاليات التراثية التي تبرز للأجيال الحالية وللسياح والزوار اهتمام الإنسان العماني وارتباطه الوثيق والمستمر بالتراث العماني الأصيل التي تمثل رافدا حيويا ومهما لإثراء السياحة الداخلية.
كتبه: خليفة سعيد الحجري