تعد قبلة السياحة الشتوية وبوابة رمال الشرقية -
استطلاع - خليفة بن سعيد الحجري :-
شهدت ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية خلال موسمها السياحي الشتوي لهذا العام حركة سياحية واجتماعية نشطة من قبل السياح الأجانب والأسر العمانية والوافدة التي كانت وجهتها نحو الرمال الذهبية الناعمة والواحات الخضراء نظرا لما تتميز به هذه الولاية العمانية العريقة من مقومات فريدة ، تمتزج فيها روح الأصالة والتراث مع المقومات الطبيعية النادرة المتمثلة في رمال ذهبية ناعمة وهواء نقي فضلا عن جماليات الصحراء ومفرداتها الطبيعية النادرة والتي جعلت من بدية قبلة أولى للسياحة الداخلية وخاصة سياحة العائلات خلال فصل الشتاء من كل عام .
الرحلات الخلوية حيث توافد على الولاية خلال إجازات المدارس وما قبلها أفواج عديدة من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة استمتعوا بزيارة الواحات الزراعية والرمال الذهبية ومشاهدة جماليات الطبيعة الصحراوية وحضور البرامج والفعاليات التراثية والرياضية والترفيهية التي يتم تنظيمها خلال موسم السياحة الشتوي الممتد من بداية سبتمبر وحتى مارس من كل عام
وفي استطلاع لـ «عمان» حول مقومات بدية السياحية يقول الدكتور حميد الشبلي أحد زوار الولاية : السياحة الشتوية لرمال الشرقية وبالتحديد رمال ولاية بدية تستحق الاهتمام وهي مشروع ناجح للاستثمار، وذلك لما تتميز به من أجواء طبيعية ومن مناظر خلابة ، لذلك فإن جولة في وسط تلك الرمال وعلى الكثبان الذهبية مع تناول فنجان من القهوة العربية ينسيك هموم الحياة ، ويخرجك من ضغوطات العمل وهموم ما تشاهده وتسمعه من أخبار الحروب والكوارث في العالم وخلال زيارتي لرمال بدية ديسمبر المنصرم ، رأيت أن رمال بدية تستحق الزيارة فعلا لوجود عدد من المخيمات التي تحمل مواصفات وبيئة أهل البادية، تلك الرمال تستحق الزيارة لأن مجتمعها يجبرك للعودة إليها مرات عديدة ، ترحيب من الصغير والكبير واحترام وتقدير من الجميع، ولكونها المكان المناسب للنزهة والاسترخاء ، فضلا عن أنها موقع طبيعي خال من الشوائب ومن ضجيج المصانع وأصوات السيارات .
وجهة سياحية فريدة
وأضاف الشبلي: إن بدية وما جاورها من الولايات تتميز بالكثبان الرملية وهي تستحق الاهتمام بها ، وخصوصا أن الأجواء المنعشة الباردة تستمر لأكثر من أربعة أشهر ، فلماذا لا تكون وجهة سياحية شتوية مثل مهرجان صلالة في فصل الخريف ، ولكن في ظل الأوضاع الحالية من نقص للخدمات وقلة المخيمات ، لن تكون هذه المواقع ذات جذب سياحي كبير إلا إذا فكرنا خارج الصندوق ، من خلال وضع برامج وفعاليات سياحية تجبر السائح المحلي والخارجي للقدوم إليها ، كأن يكون هناك مسابقات في الشعر واليولة وسباق الماراثون ورالي للسيارات ، وأن تخصص منطقة بها كافة وسائل الراحة والترفيه وتكون بعيدة عن مساكن وحظائر وعزب أهل البادية ، حيث تعرض هذه المنطقة للاستثمار السياحي كالخيام الملكية والعادية وكذلك للمطاعم والجلسات العربية ولباقي وسائل التسلية والترفيه ، جمال ونظافة رمال الصحراء في السلطنة عامل إيجابي لرفد السياحة ، وهي تحتاج إلى تنظيم وتنسيق وفتح المجال للاستثمار السياحي ، لما لا تتاح لجيل الشباب العماني استغلال هذه الثروة الطبيعية في تكوين مشاريع سياحية تكون لهم دخل مادي يساهمون به في تطوير أنفسهم ومجتمعهم ، وأشار إلى انه يجب معالجة سلبيات السياحة في الفترة الماضية وخصوصا في المناطق الرملية ، حيث تفتقر مثل هذه الأماكن للمصليات ودورات المياه على أغلب الطرق الداخلية في وسط الرمال ، لذلك من الجميل تحديد مواقع تتوفر فيها مثل هذه الأمور التي يطالب بها المجتمع، ويمكن ذلك من خلال توفير المصليات ودورات المياه المتنقلة عبر الكرفانات ، كذلك عامل النظافة أمر هام من خلال توفير صناديق القمامة في المواقع التي عليها حركة سياحية لضمان أن تبقى هذه الرمال نظيفة من المخلفات .
بيئة جاذبة
وقال خالد سعيد أمبوسعيدي من ولاية نزوى بالمنطقة الداخلية : رمال بديه بدون شك تعتبر بيئة سياحية جاذبة حيث توجد هنا رمال ذهبية جميلة جدا بكل معنى الكلمة... أولا لأنها في بلادي عُمان.. وعمان كل شيء فيها جميل.. ثانيا اعتبرها شخصيا من أفضل الأماكن السياحية في البلد بعد صلالة ، وبكل تأكيد يمكن تطويرها للأفضل إذا توفرت فيها عدة خدمات مثل دورات المياه بالدرجة الأولى... وأحواض سباحة مثل ( مسبح أبو راشد السياحي ) ومواقع ترفيه للأطفال.. مطاعم شعبية وبذلك تكون منطقة جذب سياحي كبيرة جدا إذا ما توفرت هذه الخدمات وغيرها من الخدمات ، ونحن نحرص كل موسم أن نزور رمال بدية ثلاث مرات في رحلة مبيت شبابية وعائلية. وعادة نقضي فيها ليلتين من أجمل الليالي في هذه البيئة الصحراوية الجميلة.
رحلات استجمام
وفي لقاء آخر قال علي بن حمود المحرزي وهو من ولاية المضيبي حضر مع أسرته للاستمتاع بموسم السياحة الشتوية في بديه ورمالها الذهبية وعبر قائلا : تعتبر ولاية بدية من أهم الأماكن التي احرص على زيارتها بشكل مستمر في فصل الشتاء لتميزها ببيئة صحراوية فريدة من خلالها يستطيع الفرد الاستجمام والاستمتاع مع أصدقائه أو أفراد أسرته وقضاء استراحة شتوية ممتعة وجميلة ، نتمنى من الجهات المختصة التركيز على السياحة الداخلية من خلال منح التصاريح الخاصة بالمواقع العائلية للسياحة الداخلية ودعم أبناء الولاية في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة وإيجاد الحلول المناسبة لتطوير تجربة العزب السياحة (النزل الصحراوية) التي تستهدف السياحة الداخلية ووضع القوانين والضوابط المناسبة لها فهي أماكن تخدم السياحة الداخلية ومقصدنا المستمر طوال فصل الشتاء .
عمان بلد السلام
أما السائحة البولندية سوزان وهي تعمل مرشدة سياحية تتحدث اللغة العربية فقالت : هذه الزيارة إلى عمان تعتبر الثانية وأنا سعيدة بزيارة هذا البلد الطيب بلد الأمن والسلام والمحبة وخلال الزيارة رافقت مجموعة من السياح البولنديين وشرحت لهم تفاصيل الحياة في السلطنة وكانت زيارتي لرمال بدية والصحراء رمال الشرقية ممتعة جدا والبرنامج متنوع عشنا في الرمال حياة البساطة وجلسنا مع البدو واستمتعنا بركوب الجمال ومشاهدة غروب الشمس وضوء القمر ومشاهدة الفنون والأنشطة الخاصة بالبدو وحقا أنها بلدة ساحرة وغنية بالموروثات الرائعة.
أما مواطنتها إلينا فقالت: شدني في زيارتي للصحراء هذا الجمال والسكون فهنا الحياة بسيطة وهادئة بعيدا عن الضوضاء والرحلة ممتعة جدا وهذا ما نبحث عنه في رحلاتنا السياحية ، وسوف أعود مرة أخرى مع عائلتي وسأحكي للأصدقاء عن عمان وشعبها الطيب وترحيبها بالزائر وكذلك عن طبيعة هذا البلد الجميل.
وجهة سياحية
وقال أيمن بن سعيد العامري منظم رحلات سياحية بشركة بوابة الصحراء السياحية ومقرها مسقط : ولاية بدية ورمالها الذهبية قبلة سياحية مهمة فهي تمتلك مقومات فريدة وموقع متميز وإطلالة ساحرة على بوابة رمال الشرقية ولذلك نشطت السياحة بها ومنذ سنوات نعمل مع المخيمات السياحية والمنتجعات على توفير سياح من مختلف الجنسيات وبالنسبة لي أتردد أسبوعيا على الولاية وأشرف على أفواج السياح الأجانب وخلال اليومين الماضيين قمنا في الشركة باستقبال فوج يضم أكثر من 25 سائحا من بولندا واتجهنا إلى رمال بدية لعدة أيام استمتع من خلالها الزوار بالواحات الرملية والبرامج السياحية المعدة خصيصا للأجانب بشكل خاص ومن أهمها مشاهدة غروب وطلوع الشمس وركوب الجمال وتناول القهوة مع البدو والتعرف على العادات والتقاليد وتناول الوجبات التقليدية وزيارة المواقع السياحية والأثرية بالمنطقة والسلطنة بشكل عام إضافة إلى المغامرات في صعود التلال الرملية وغيرها من الأنشطة الجاذبة والحمد لله انطباع السياح كان جميلا جدا وهم يتمنون زيارة السلطنة وبدية بشكل خاص مرات ومرات.