تستعد ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية هذه الأيام لبدء موسم سياحي جديد وذلك تزامنا مع اعتدال الأجواء خلال فصل الشتاء حيث تمثل واحات بدية ذات الرمال الذهبية الناعمة بيئة سياحية جاذبة وفريدة على مستوى السلطنة باعتبارها بوابة الصحراء وأرض الواحات الغناء التي تزين قراها ومناطقها المختلفة حيث هواء الكوس الذي ينعش النفس ويريح البدن من عناء الحياة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها، وتنفرد هذه الولاية العمانية الجميلة بتنوع الملامح العمانية التي تجسد أصالة وتراث السلطنة على مر الزمان.
تقع بدية على بعد 230 كيلو مترا عن العاصمة مسقط ومن أشهر واحاتها ومناطقها الجميلة المنترب والواصل والغبي والشارق وهاتوه والغبرة والجاحس وشاحك والحوية وفلج المطاوعة ودبيك والحيلي والظاهر والراكة والشباك وشوف العين وطوي هلال وغيرها من المناطق ذات الطبيعية الرملية والمواقع السياحية الجميلة التي تتمتع بمناظر خلابة على مدار العام.
وخلال مسيرة الخير والنماء على أرض عمان المعطاء حظيت هذه الولاية كغيرها من ولايات السلطنة بالعديد من المنجزات التي تسهم في توفير سبل الراحة والسعادة فهي تنعم اليوم بشتى مظاهر التطور والتحديث أسوة بما تشهده عمان في ظل باني نهضتها المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، ومع الانتهاء من رصف منظومة شبكة الطرق السريعة يتوقع أن يسهم طريق بدبد – الشرقية في زيادة انسيابية الحركة وتنشيط السياحة وزيادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التنمية ولهذا قامت وزارة النقل والاتصالات بتصميم أربعة مداخل رئيسية مجهزة بالجسور تؤدي الى المناطق الرئيسية والأحياء السكنية والمواقع السياحية بسهولة ويسر كما تم تنفيذ العديد من الأنفاق لعبور الحافلات الصغيرة والجمال.
وفي كل عام تستقبل بدية أفواجا متزايدة من الزوار والسياح ومحبي التخييم حتى أصبحت قبلة رئيسية للسياحة الشتوية لمن يبحثون عن الراحة والاستجمام ورغبة في سبر أغوار الصحراء ورمالها الذهبية التي تتميز بالهدوء والسكينة بعيدا عن أضواء المدينة وصخب الحياة العصرية.
وتعمل المخيمات الصحراوية ومراكز الإيواء السياحي والمنتجعات برمال الشرقية بكامل طاقتها هذه الأيام تسابق الزمن بهدف تطوير خدماتها السياحية وتحديث البرامج السياحية الجديدة مواكبة لتطلعات الموسم السياحي الجديد وتوفير مختلف البرامج والأنشطة السياحية التي تسهم في تفعيل قطاع السياحة بالسلطنة وتشتمل خطط التطوير المستمرة في هذه المرافق على تجهيز المخيمات الصحراوية وتزويدها بالمرافق الضرورية التي تشتمل على إنشاء غرف إيواء ومجالس استقبال وإعاشة ومرافق متنوعة لخدمة السياح إلى جانب بناء المرافق وفق الطبيعة الصحراوية وهي عبارة عن خيام الشعر وغرف تم إعدادها من سعف النخيل كي تلائم طبيعة المنطقة والبيئة الصحراوية الجميلة، كما تشتمل الخطة المعدة تطوير البرامج والأنشطة التعريفية والتسويقية عبر منافذ سياحية بالتعاون مع عدد من الفنادق والمنتجعات بالسلطنة ومكاتب السفر والسياحة العاملة بالسلطنة وعدد من الدول الخليجية المجاورة وأدخلت عدد من المخيمات مؤخرا خدمة التواصل باستخدام شبكة المعلومات العالمية عن طريق إنشاء مواقع خاصة لها بشبكة الإنترنت وذلك من أجل التعريف بالمقومات السياحية المتميزة لواحات بدية ورمال الشرقية بشكل عام وهي إجراءات تسهم في تجويد الخدمة من تنفيذ الحجوزات والتي ساهمت بشكل ملحوظ في زيادة سرعة تنفيذ الحجوزات بسهولة ويسر وتنظيم زيارات الأفواج السياحية على مدار العام.